Thursday, January 15, 2009

ساعات متكررة في حياة زوج حديث ... مش أنا

ملحوظة قبل البداية : اللي مش متجوزين يمتنعوا






يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
صبحنا و صبح الملك لله


يرددها بمجرد أن يفتح عينيه , ينظر إلى من تنام بجانبه – و هي بالمناسبة زوجته – يتأمل وجهها المنتفخ من كثرة النوم و شعرها الثائر حول رأسها كأنه آلاف من أشعة الشمس المحترقة تتجه في كل صوب و نحو لتضيء أركان الغرفة فلا تمكنه من رؤية أي شيء , و ينظر إلى المساحة التي سيطرت عليها من المرتبة حتى لم تبق له إلا مساحة يستطيع أن ينام عليها بالجنب


ينزل من على السرير و هو يبحث بقدميه عن ( الشبشب ) فلا يجد إلا ( فردة ) واحدة يرتديها و يمشي و هو ( يزك ) على القدم الأخرى و يتحرك نحو هدفه و هو مشوش الفكر , لا يكاد يرى ما أمامه و يظن أنه قد نال بجدارة لقب ( كفيف ) مع مرتبة الشرف
بعد عدة صدمات في كرسي ( التسريحة ) و ( جنب ) السرير صاحبها عدة تأوهات نتيجة ( خبطة ) في ركبته و كدمة في ( صباع رجله الصغير ) يصل إلى مراده , يفتح الباب و يدخل بقدم التي يظن أنها الشمال – التي بها الشبشب – حتى يصل إلى مبتغاه ... يرفع الغطاء ... يجلس ... ثم بعد فترة بها بعض المعاناة يتنهد تنهيدة الخلاص و التي تدل على راحة عارمة ... يقوم بعد أن استرد بعض وعيه و ضوء عينيه و يضغط على ( الزر ) ليسمح و يسمع صوت انهمار الماء متدفقا
يتوجه إلى الحوض بجانبه و يفتح ( الحنفية ) فينزل الماء ( الساقع ) ... ينظر إلى السخان ليتأكد من أنه شغال ) فيكتشف أنه في وضع العمل و لكن الشعلة مغلقة بسبب أن ( الأنبوبة خلصت ) ... يشعر بحموضة شديدة لا ينفع معها أي ( رايب متربرب ... جهينة ) 0
ينظر في المرآة محاولا أن يتناسى ( سقوعية ) الماء محدثا نفسه
إيه اللي انت عملته ده !؟؟ مش كنت كويس في بيت أمك !؟؟
كتير نصحوك ( إنت كده تمام ) ... ( بلا جواز بلا وجع دماغ ) ... ( ده إنت كده ملك ) 0
و كم كنت تقابل أصدقاء سبقوك بهذه الجريمة و كان ينظر أحدهم إليك بتحسر و هو يقول ( يابختك ) ثم يكمل ( يا عم عيش حياتك ) 0
ممكن أعرف ليه ماعشتهاش !!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
فلا يجد إلا أن يقنع نفسه بأنه قرار كان لا بد منه و قد أخذه و هو بكامل قواه العقلية و عليه أن يتحمل عواقبه
يخرج بعد أن تجمدت أطرافه و أصيب بصدمة عصبية حادة نتيجة ( سقوعية ) الماء و يرتدي ما تيسر من ملابسه و ينزل مسرعا قبل أن تقوم زوجته و ( يتصبح ) بوجهها – بالطبع حتى لا يصبح اليوم ( حلوا ) زيادة عن اللزوم – فقد منعه الطبيب من الحلو



يخرج من باب شقته متسللا و يسرع بركوب الأسانسير و بمجرد خروجه يجد أن البواب قد كمن له ( عمل كمين ) قائلا

فين إيجار الشهر المتأخر ؟ و 50 جنيه للأسانسير و السلم و فيه 75 جنيه لزوم شوية تصليحات في العمارة و 20 جنيه ( علشان العربية ) و يا ريت بعد كده تتأكد من إغلاق باب الأسانسير وراك
و قبل أن يرد ختم البواب كلامه
انهارده فيه اجتماع لسكان العمارة يا ريت متتأخرش ... سامع
و بعد ( زغرة ) قوية – من البواب و ليست منه - ينصرف
بعد أن يسمع التعليمات من البواب يذهب إلى سيارته فيجد من أتلفها من جنبها بمسمار على سبيل الذكرى ... كان يريد أن يكلم البواب و لكنه خشى هذه المرة أن يتلقى صفعة على وجهه – من البواب و ليس منه ... و هو يعلم أنه لن يستفيد بأكثر من قوله : و هو مطلوب مني أسيب اللي ورايا و أحرس عربيتك !!؟
يصل إلى عمله بعد مغامرات في شوارع القاهرة المحروسة مع قراءة الكثير من الحكم على الميكروباصات و سيارات النقل زادته صبرا و تماسكا
يقيني بالله يقيني ) ( يا بركة دعاكي يا أمي ) ( المجروحين يمسكوا يمين ) ( ماحدش فاهم حاجة ) ... ( 1 + 1 = 3 ... مفيش ضمير ) ( لا افتخار و لا غنى .. ديه من ربنا ) ( للبيع عشان ترتاحوا )... و أخيرا ( بتبص على إيه يا عبيط )
يصل إلى مكان عمله و يركن سيارته مع بعض ( الخبطات ) تحت رعاية سايس الموقف مع تمنياته بمزيد من الاصلاحات


يدخل مكتبه فيجد مديره بانتظاره و على وجهه كل علامات القرف – مديره و ليس هو
اتأخرت ليه ؟
الدنيا زحمة ... حضرتك
زحمة , أقعد في بيتكم
ماشي
ماشي إيه ؟
هاقعد في بيتنا ... انهارده هاخده عارضة
ماعندكش رصيد أجازات
خلاص خصم
يومين
عليا بتلاتة
و ينصرف من أمامه قبل أن يتهور – بالطبع مديره و ليس هو – و يأخذ ( بعضه ) و يعود إلى بيته و يدخل غرفته فيجد زوجته مازالت نائمة _ متى تكون مستيقظة ؟؟؟ سر لم يكتشفه حتى الآن – يدخل تحت ( البطانية ) بهدوء فتنتفض زوجته منزعجة و هي تنظر إليه
إيه ده !؟ إنت لسه نايم ؟ ... قوم إتأخرت على الشغل ... و سيبني أنام شوية
... يغمض عينيه دون أن يجيب و هو يردد : شوقا لأيام الصعلكة و يخلد إلى النوم