Tuesday, March 6, 2007

رسالة من ابن الجوزي


لا أدري لماذا أكتب هذه الكلمات !؟ فقد كنت أريد أن أكتب شيئاً مختلفاً , و لكني شعرت شعوراً غريباً
إصرار عجيب بداخلي أن أكتب ما ستقرأه بعد قليل , كلمات تذكرتها , قد كنت قرأتها منذ فترة طويلة
للإمام ابن الجوزي , و هذه الكلمات كانت تختفي بداخلي فترة , و تظهر على فترات , و لكن هذه الأيام أشعر بها بشدة , تتزاحم داخل عقلي و لا تترك لي فعلاً إلا و تدخلت فيه
أرجو منك و أنت تقرأ هذه الكلمات ألا تكتفي بقراءة العين , و لكن أعرضها على قلبك و عقلك , ثم أخبرني برأيك و مشاعرك . و الآن أتركك مع هذه الكلمات

يقول الإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر

لقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف، وأسلم على يدي أكثر من مائتي ألف نفس، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل
ويَحُقُ لمن تلمّح هذا الإنعام أن يرجو التمام، وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي
ولقد جلست يوماً فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف , وما منهم إلا قد رقّ قلبه أو دمعة عينه، فقلت لنفسي: كيف بك إن نجو و هلكت !؟
فصحت بلسان وجدي: إلهي وسيدي إن قضيت علي بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي.. صيانة لكلامك لا لأجلي.. لئلا يقولوا: عذّب من دل عليه..0
إلهي قد قيل لنبيك محمد صلى الله عليه
وسلم، اقتل أُبيّ المنافق، فقال: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) إلهي فاحفظ حسن عقائدهم بكرمك أن تعلمهم بعذاب الدليل عليك.. حاشاك يا ربي من تكدير الصافي...
إلى أن قال: إلهي فأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين
، فلا تخيب من علق أمله ورجاءه
بك، وانتسب إليك ودعا عبادك إلى بابك، وإن كان متطفلاً على كرمك، ولم يكن أهلاً للسمسرة بينك وبين عبادك، ولكنه طمع في سعة جودك وكرمك، فأنت أهل الجود والكرم، ولربما استحيا الكريم من رد من تطفل على سماط كرمه


8 comments:

Anonymous said...

نسأل الله العظيم أن يعفوا عنا
وأن يجبر تقصيرنا
دائماً ما أفكر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:ـ
لَإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما عليها
بالروايات الأخرى للحديث
ثم أجد نفسي في وسط عملي الدعوي بعيد كل البعد عن هذا الحديث
وذلك لعملي في جزء صغير في لجنة من اللجان
وأحاول أن أرخص لنفسي أني أعمل في جماعة
ولكن أين أنا من الذين يحملون هم الدعوة على عاتقهم
فأشعر عندي بسوء فهم ألا وهو:ـ

العمل للجماعة وليس العمل لله

أسأل الله أن يرزقني الإخلاص وحسن الفهم ومغفرة الذنوب التي تحول بيننا وبين القلوب

Anonymous said...

على فكرة البوست معبر جداً
حسسني بالصراع الداخلي مع شيء من عدم الوصول
كمان في شيء من الآمال بعيدة المنال
ده طبعاً غير صباع إي تي المنور "بتاع الفضاء"اللي مش عارف بيعبر عن إيه؟

FadFadA said...

أخي الحبيب
أنت تقف على ثغرة يجب ن تعمل جيدا من خلالها و تفكر كيف تخدم دعوتك جيدا من خلال هذا العمل
فمهما كنت تعمل فإنك - بالتأكيد - تحتك بأفراد و ناس في حاجة إلى من يأخذ بأيديهم , فاجتهد و توكل على الله و اعمل و لا تستصغر عملا مهما قل فهو سيكون عظيما- بإذن الله - بالنية و الجهد
و انت - ان شاء الله - بتعمل لله من خلال عملك في الجماعة , و إلا ما الذي يدعوك للعمل ؟ و ما الذي يجعلك تفكر هذا التفكير ؟ فأنت بذلك تذكر نفسك دائما بالنية
و من الممكن أن يكون لك مشروع دعوي خاص بعيدا عن اللجنة التي تعمل من خلالها
أسأل الله كما سألته أن يرزقنا الإخلاص وحسن الفهم ومغفرة الذنوب التي تحول بيننا وبين القلوب
محمد

FadFadA said...

حبيبي رمزي
انا لما اخترت الصورة اخترتها علشان حسيت انها معبرة عن الكلام و مش عارف ليه , بس لما قرأت كلامك فهمت , بغض النظر عن صباع إي تي
وحشني كلامك جدا و مرحبا بك مرة أخرى
و أشكرك على ما تفعله بالمدونة من تطوير
محمد

عبدالرحمن رشوان said...

السلام عليكم
أنا فاكر لما قريتهاللى واحنا راجعين من الشقة
فعلا رائعة
تدل على اخلاص شديد
وأسال الله أن يلحقنا به فى الجنة

FadFadA said...

عبدالرحمن
انت كل ما تكلمني تقولي الشقة ؟ انت بتذلني و لا إيه ؟
سبحان الله , فهو سبحانه من رزق بن الجوزي بهذا الكلام
جميل الكلام مع الله عز وجل
محمد

Anonymous said...

جزاك الله خيرا يا استاذنا على هذه التذكرة الجميلة دى و نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا تقصيرنا فى حف ديننا
و انا سعيد جدا بمدونتك دى و اتمنى المزيد .
و انى احبك فى الله
سلاااااام

FadFadA said...

احمد سنوسي
قرأت تعليقك في موضوع ( مختلف ) فأرجو أن تقرأ الرد
أما هذه التذكرة فبالفعل ما أحوجنا لها
و أحبك الذي أحببتني فيه
محمد