Sunday, July 22, 2007

صفحة من مذكراتي بعنوان...حوار مع النفس


كنت أسير معي أتناقش في موضوع هام و أحاول أن أقنعني بوجهة نظري , و لكني رفضت أن أقتنع . حاولت مراراً و لكني وجدت عقلي مغلقاً تماماً لا يريد حتى أن يستمع . فتعصبت و رفعت صوتي عليّ , و لك أن تتخيل ما فعلته - فأنت تعلمني – لا أحب أبدا و لا أرضى أن يرفع أحد صوته عليّ , فما بالك إذا كان من يرفع صوته عليّ هو أنا . و بالفعل لم أسكت لي فرددت عليّ , و مسكت في خناقي , و تشاجرت معي .

التف الناس من حولي , حاولوا تهدئتي و لكني رفضت , فحاولوا معي و لكني كذلك مثلي رفضت . و استمر الشجار بيني و بيني حتى جاءني شيخ كبير حكيم أجلسني و سألني عما حدث , فأخبرته بالأمر , فتعجب و قال

و لماذا تتحدث إليك ؟

يا سيدي لم أجد أحداً يتحملني , يستمع إلي , ينصت لي , يواسيني , و الأهم من ذلك يفهمني , إلا أنا , فقررت ألا أتكلم إلا معي , فأنا من يفهمني , و حتى إن لم أقتنع بوجهة نظري و حدث خلاف بيني و بيني مثلما حدث منذ قليل و تحول الحال إلى ما رأيت فلن أستطيع أبداً أن أخاصمني أو أتركني أو أهجرني , بل سأظل معي دائماً لن أفارقني

هل تريد أن تقنعني أنه لا يوجد أحد من البشر يفهمك و يستمع إليك إلا أنت ؟

من قال ذلك !؟ أنا لم أقل ذلك أبداً , بل هناك – بالطبع – من يستمع و هناك من يفهم , و لكنهم – يا سيدي – قليل

فلماذا لا تتحدث معهم ؟

لأني أعلم كم هم فئة نادرة في هذا الزمان , و بالتالي الطلب عليهم كثير , فهناك كثير من الناس يريد أن يتكلم و القليل من يستطيع أن يسمع , و الكثير يشكو و القليل يواسي , فهؤلاء فيهم ما يكفيهم , فلماذا أحملهم همي و أشكو إليهم غمي , و لماذا أحاول أن أقنعهم بوجهة نظري ؟ سأكتفي بي يا سيدي , و لهذا قررت ألا أتحدث إلا معي

لماذا لا تجرب ؟

أجرب ماذا ؟

أن تتحدث مع أمثال هؤلاء ؟

أخبرتك أنهم لا يملكون الوقت , و لا أريد أن أثقل عليهم , بجانب أن هناك من يستطيع أن يستوعبني

من ؟

و هل هذا سؤال , بالطبع أنا , لم أذهب إليّ يوماً إلا و وجدتني في متناولي

فسكت الرجل بعد أن وجد أن حجتي قوية و لم يستطع ردها و تركني و انصرف بعد أن أوصاني أنه إذا قابلتني أن أسلم له عليّ

و بعد انصرافه صالحتني و تأسفت لي عما فعلت , فسامحتني و قبلتني و أخذتني بالحضن , ثم سرت معي يدي في يدي , سعيد بي , هادئ الأعصاب مرتاح البال


التاريخ : فبراير 2007

الكاتب : أنا

المكان : مستشفى الأمراض العقلية